حظك والنظام
المبتدىء ميعرفش انه ميعرفش علشان كده بيكمل ، وأكتر ناس عارفين الكلام ده هما المقامرين ، لما تعرف ان كل واحد فيهم ف أول مرة يلعب بيكسب ، وبعد كده بيخسر ، وبعد كده لإيما بيكسب او بيخسر . بس القانون ان الي ميعرفش حاجة مش ممكن تحصله والي مش فاهم مش ممكن يدرك الا لما يفهم وجود الشىء الي هو المفروض يدركه
تالت خطوة : اتصرف وكانك كسبت وديه جزئية فيها جذب ، وهيا انك وانت مبسوط وبتتصرف بلامبالاة بتزرع جواك ثقة مفيهاش كلام في انك هتكسب يعني هتكسب .
من صغري وانا عارف اني محظوظ ، بيقولوا عليا كده ، بدخل اي تجربة جديدة وبكتشف انها لصالحي ، نظام انك تكون ماشي في طريق ومعاك الف واحد وتكتشف انك الوحيد الي يلاقي فلوس في السكة او تكون زي ماحصل النهاردة معايا مش عارف تخلص اجراءات في مكان ما وتكتشف ان صاحبك في اولى ثانوي شغال في المكان ده وكبر ولسة فاكرك واول ماشافك حب يخدمك بأي طريقة وخلصلك كل حاجة في دقيقة .
من وقت للتاني بنتعرض لمواقف مشابهة وبنسميها حظ ، وقبل ماندخل ف الموضوع خليني أأكد على اني بتكلم عن الحظ من وجهة نظر العامة ، وانا هنا مش بحاول افسره دينيا ، تفسيري ليه هتلاقي اغلبه علمي ونفسي .
بمعنى ، ممكن تكون زي ناس كتير بتؤمن بالحظ وبتقول ان فلان محظوظ ، بس انت لأ ، وانا هنا مش هقولك اني ضد الكلام ده او اقنعك بعكسه ، بس خليني اشرحلك وجهة نظري
حظ المبتدئين :من فترة كنت بلعب بلياردوا ، كانت اول مرة العب فيها بلياردوا ، حرفيا كانت اول مرة امسك فيها عصاية واركز علشان ادخل الكور في فتحاتها ، كان اول خبطة لزميلي المحترف الي كان مصر يعلمني اللعبة ، بعد ماخبط ، مسكت العصاية علشان العب لعبة هو قال انها صعبة والي كانوا باصين عارفين انها مش ممكن تحصل بأي حاجة ، بس مكنتش فاهم ايه الصعوبة الي فيها ، انا خبط الكورة ، ووقفنا كلنا بنراقب الكورة بتخبط كذا خبطة ودخلت نقطتين !
سمعت ساعتها مصطلح حظ المبتدئين ومعناه (بالبلدي) ان كل واحد بيلعب حاجة لأول مرة بيبقى محظوظ فيها لسبب ما . في التنويم الايحائي قاعدة معناها ان الشخص مبيعرفش انه ميعرفش غير لما يعرف انه مبيعرفش .
بمعنى ، وانا طفل في ابتدائي تانية او تالتة ، كنت حافظ كتب ، بالمعنى ، كنت حافظ كتب المدرسة ، مكنتش اعرف ان ديه حاجة غريبة ، غير لما حصل اني اتفرجت على فيلم رابعة العدوية ، ساعتها انا فاكر اني اتأثرت جدا بأحداث الفيلم ، وخلص الفيلم علشان امسك المصحف بإيدي الصغيرة وحاسس انه كان ضخم وتقيل اوي ساعتها وبدأت اقرى واحفظ ، بغض النظر عن قرايتي الغلط بس فكرة اني احفظ 8 صور ف يوم واحد ، فأكيد ده مكنش شىء طبيعي ، لحد ما جارتنا سالتني انت بتعمل ايه ، قولتلها بحفظ ، قالتلي "ياسلام.. وريني كده" وبدأت اسمعلها وكانت بتسألني عن الاية برقمها فبجاوبها ، لحد مالاقيتها مستغربة جدا ، مفهمتش ليه بتعمل كده غير لما قالتلي "حاجة غريبة جدا .. انت مبتنساش؟؟" ساعتها كانت اول مرة اعرف الكلمة ديه ومعناها ، فكرة ان الكلمة نفسها مكنتش ف قاموسي ، فمكنتش حاسس بتأثيرها لانها بالنسبة لي ملهاش وجود لحد ماتزرعت جوايا وعرفت فكرة ان الطبيعي "انك تنسى" .. ساعتها بدأت مشاكلي مع الحفظ بجد ، وبدأت كلمة "النسيان" تتعمق وتأثيرها يتفرع لحاجات تانية كتير .
النظام : the system
الحظ بشكل عام بيحصل لأسباب وبسبب دراستي للتنويم الضمني ، والعقل اللاواعي والواعي ، بقيت افهم ان اي حاجة بتحصل ، بتحصل لسبب ، لو فكرت ف واحد وشوفته وانت ماشي ف الشارع مبقتش اقول "صدفة" بقيت متأكد اني شوفته او حتى لمحته بس مأدركتش ده بوعي ، فصورته جاتلي كفكرة ، والفكرة اتطورت فبقى ذكرى ، بدأت اشوف تفاصيلها ، وفجأة لاقيته قدامي واقعد احلفله اني كنت لسة بفكر فيه ، واقول "شوف الحظ" او افكر ف حد ويتصل بيا على التليفون .. واتجنن واقوله "والله كنت لسة حالا هتصل بيك" او حد يرنلي وابقى متأكد انه فلان وفعلا يطلع هو واقول جوا بالي "توارد الافكار" او "قوة الطاقة البشرية" ، وهيا عبارة عن معادلات حسابية ، مدرسنهاش ف المدارس ومش معادلة واحدة او اتنين ، ديه معادلة فيها مليون افتراض ومليون مسألة وحلها بيخرج بنتيجة واحدة "الصدفة" بس في الاخر حتى الصدفة ليها أسبابها "الدنيوية" .
ومن هنا نقدر نتكلم عن النظام ..
النظام هو ان كل حاجة انت بتعملها وبتحصلك ليها سبب ، والنظام ان مهما كان حجم فشلك في موضوع معين ، لازم هتيجي عليك لحظة وتنجح معاك .
نيوتن واديسون وغيرهم جربوا كتير وفشلوا ، والتنمية البشرية بتقول ان المجنون هو الي بيعمل نفس الحاجة بنفس الطريقة كذا مرة ويستنى نتيجة مختلفة . بس جيه (النظام) واثبت ان الكلام ده مش حقيقي ، بمعنى انك لو عملت حاجة معينة بنفس الطريقة وكل مرة متنجحش ، لازم هتيجي مرة وتنجح ، وساعتها هتقول "المكنة جابت خيط" ..
خليني اسالك سؤال ، عمرها حصلتلك انك كنت بتجرب حاجة وفجأة جات معاك من غير سبب ! موبايل بايظ والناس كلها عارفة انه بايظ ، وانت فتحته وفتح !
او انك كنت بتعمل حاجة وعمال تجرب وعرقت وتعبت وفي الاخر جات معاك ؟
طيب انت مش مقتنع لسة .. مسمعتش قول الشاعر الي بيقول "ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لا تفرج" ؟؟
من أسباب عدم اقتناعي الكامل بقانون الجذب انه مبني على فكرة "ان الي بتحلم بيه وبتديله عاطفة قوية ، بيجيلك بقوة التفكير والتركيز " . وفي اي محادثة عن القانون ، هتتسأل سؤال واحد تقريبا مبيتغيرش "عمرها حصلتلك انك فكرت في حاجة اوي وانشغلت بيها وفجأة لاقيتها قدامك وبدأت تشوفها؟" .. لو افترضنا ان هو ده السر (قانون الجذب) ، فانا ممكن اسالك سؤال تاني ، وهتقولي أيوة برضه ..
عمرها حصلتلك انك تخيلت ان فيه حاجة مش ممكن تحصل ومينفعش تحصل وفجأة لاقيتها حصلت !!؟ تبقى متأكد انها مش هتحصل وفجأة بتحصل؟ ان حد ميتصلش وتلاقيه بيتصل ، او حاجة مبتحصلش وتحصلك انت ! حاجة بتحصل لوحدها من غير مقدمات ! لو افترضنا ان ده بيحصل فده بيخالف قانون الجذب وبنكتشف اننا قدام قانون تاني بيخالف الجذب واسمه "النظام" . واكثر تعقيدا من الجذب بس نتيجته مستمرة وأسهل .
النظام هو مصطلح بيوصف نظرية الحظ ، والنظام هنا هو نظام الفوضى وان الفوضى في حد ذاتها نظام ، ونظام منظم جدا اكتر من نظام النظام ، لان الفوضى هي نظام لوحدها ، والفوضى ان حاجة تحصل قدامك بنفس الطريقة وفجأة تشتغل ، انت عارف ان الموبايل خربان بس بتجرب وانت مش عارف انه مش شغال وفجأة تكتشف انه اشتغل وغير الموبايل نماذج تانية كتير وبتحصل بالذات للدكاترة في العمليات وعيادات الولادة لما يكتشف الدكاترة ان المريض مات ، ولما ينظموا نفسهم على ده بيكتشفوا انه عايش ، وفيه حوادث مشهورة للموضوع ده حصلت اكتر من مرة .
في الفيديو ده : http://www.youtube.com/watch?v=X1uJD1O3L08
ديرين براون بيوضح شكل من اشكال النظام من خلال عملة معدنية بيحدفها وبيقدر يخليها تنزل على الوجه كل مرة لعشر مرات، شوفه وده هيدخلك في عالم جديد من الحظ الي بتصنعه بإيدك .
ودلوقتي خليني اقولك ازاي تقدر تبقى محظوظ (بإذن الله طبعا) .
كنت بلعب لعبة الورق مع فلان ، واللعبة فكرتها اني بنزل ورقة وهو ورقة على الارض لحد ما اخر رقم يبقى زي اخر رقم محطوط على الارض فياخد صاحب اخر رقم الورق كله ليه . وديه لعبة بتعتمد حرفيا على الحظ ، مفيهاش اي تدخلات عقلية ولا تنويم ايحائي او ضمني او برمجة عصبية ولا اي حاجة ، بس الغريب اني كنت بكسب كل مرة ! ولما علمته ازاي يقدر يكسب ، قدر انه يكسبني وفهم الفكرة وده بعد ماطبق النقط الي هكلمكم فيها دلوقتي :
اولا : السعادة
السعادة من اهم الحالات الي بتحتاجها علشان يبقى حظك حلو ، بعكس الافلام العربي القديمة وفكرة ان محمد يبقى مبسوط وتخبطه عربية ويموت وتفضل فاتن حمامة مكتئبة لحد ماتحب اخوه . السعادة هتخليك تعدي الشارع وانت مش باصص يمين او شمال ، السعادة هتخليك طاير في الجو وكل حاجة في الدنيا بتحصل لصالحك ، تبقى مبسوط ، وتجرب ، فرصتك هتبقى أعلى بكتير في انك تكسب اكتر من اي وقت تاني .
والسعادة هيا عبارة عن حالة ذهنية بندخل فيها من وقت للتاني بسبب مواقف او ظروف خارجية بتحصل ، وكل مابتبقى الحالة قوية كل مابننجز اكتر .
وتحفيز السعادة بييجي بكذا طريقة اهمهم :
- انك تسعد حد تاني غيرك
- انك تدخل في نفس الحالة باستخدام الرابط
والحقيقة الرابط ، من اهم الطرق الي بتدخلك في حالة من السعادة وتحفيز الحظ في حياتك ، وفكرته انك ممكن تسمع او تشوف او تحسس نفسك بشعور السعادة ، تسمع اغنية او جملة ترددها في عقلك فتدخل في مشاعر جميلة او تشوف هدية حد ادهالك مثلا وتفتكر اللحظة الجميلة بتاعتها فتدخل في حالة من السعادة او تلمس جزء معين في جسمك والدك او حد بتحبه كان بيلمسك منه فتدخل في نفس شعور السعادة من تاني .
كمدرب ، من وقت للتاني لما اعمل دورات او محاضرات في فنون الاقناع والتاثير النفسي بالتنويم الضمني ، بردد جوايا نغمة معينة وبعمل حركة معينة قبل ماقول كلمة ، بستخدم الرابط وبدخل نفسي ف الحالة وكل حاجة بتحصل مش بحطها في دماغي .
تاني خطوة بتحفز بيها الحظ انه يبقى معاك ، هيا اللامبالاة .
وديه طبعا مرتبطة بالسعادة ، يعني فكرة انك تبقى مبسوط فتعمل حاجة ومش في دماغك تكسب او تخسر ، جرب في الكوتشينة هتلاقي الي بيخسر هو اكتر واحد متوتر ومتعصب ومستعجل انه يكسب اما حد تاني محافظ على ثقته وهدوءه وسعادته ولا مبالاته هيكسب مرة واتنين وعشرة .
تالت خطوة : اتصرف وكانك كسبت وديه جزئية فيها جذب ، وهيا انك وانت مبسوط وبتتصرف بلامبالاة بتزرع جواك ثقة مفيهاش كلام في انك هتكسب يعني هتكسب .
رابعا : التكرار
التكرار وده الي عمله ديرن براون في الفيديو الي فوق ، بيوضح المعنى ده ، وفكرته ان الي خلى ديرن براون يقدر يعمل كده عشر مرات هو انه جرب لمدة 6 ساعات ومنجحش الا في اخر تجربة بس مع التكرار نجحت والنظام اشتغل .
وباختصار ، في جملة واحدة ، خليك واثق من نفسك واضحك واضرب الدنيا بالشبشب بشكل مستمر.
هتلاقيها جات لحد عندك ، لان الجذب الحقيقي هو النظام والنظام بيقول لما تبقى "سلبي" هتشد الايجابي ناحيتك ، ولما تبقى ايجابي "هتشد السلبي ناحيتك" وعلى فكرة السلبي والايجابي مش حاجة وحشة ، انا اقصد انك هتشد الي انت شايف انه مضاد ليك ، او عكسك بس انت عايزه ، زي المغناطيس ، لو طرفه مساوي لطرف واحد غيره هيبعد ولو العكس هيتشد .
من اول النهاردة ابدأ فكرة انك مغناطيس ، ماشي بلامبالاة ، واثق ان معندكش اي فرصة انك تخسر وانك بتكسب بس ، ومبسوط طول الوقت ، هتحقق "النظام" ، لو مدرك ان في حاجة موجودة وانت عارف انها موجودة وانها هتوقفك ، اقف لحظة وادرك عكسها حتى لو بتمثيل ، وجرب هتلاقي الموضوع مختلف معاك بجد .
معاكم
نهاد رجب
اول مدرب عربي لفنون الاقناع والتاثير النفسي بالتنويم الضمني
مدرب ومعالج بالتنويم الايحائي
http://www.nihadragab.com/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق