حتى الانسان يقدر يتلون- غسيل المخ بالتنويم الضمنى
جوا النص شوية ..
تقدر تإذي حد ؟ او تسرقه؟ تعذبه ؟
لو كانت الاجابة على التلات اسئلة بلأ يبقى اقرى المقالة واعرف حاجة غريبة عن نفسك ..
ولو كانت بأيوة "لو هو هيإذيني" او "يإذي حد من اهلي" .. يبقى برضه اقرى المقالة واعرف حاجة أغرب عن نفسك ..
التأثير النفسي بالتنويم الضمني هو عبارة عن مجموعة من التقنيات النفسية الي بتستخدمها علشان عملية اكبر سموها بغسيل المخ .
وغسيل المخ ليه كذا شكل وكذا طريقة علشان تحول شخص من معتقد لمعتقد تاني زي اتجاه او طبيعة او حتى ديانة . وبدأها راجل دين مسيحي، اسمه ادواردز ، جوناثان ادواردز ف ولاية ماساشوستس ف امريكا .
التنويم الضمني هو شكل من اشكال غسيل المخ بس بتقنيات مختلفة واسهل واكثر رقيا وف نفس الوقت محدش بياخد باله انت بتحاول تعمل معاه ايه .
في عجالة .. انت بتتعرف على طرق تفكير الناس وازاي بيتأثروا وبعد كده بتعمل خطة كاملة ومتكاملة علشان توصل رسالتك بس بأسلوب قوي جدا بناء على المعلومات الي جمعتها عن فرد واحد او مجموعة أشخاص .
تجربة السجن من اكتر التجارب الي اهتموا بيها ف وسايل الاعلام واتعمل عليها افلام وتحقيقات كتيرة ف الفترة الاخيرة ، وقام بيها فيليب زيمباردو ، واحد من علماء النفس سنة 1974
قبل ماكلمك عن تجربة السجن ، خليني اقولك نموذج الاول ..
ثورة يناير قامت ف يوم عيد الشرطة ، ولو سالت اي حد عن الشرطة هيبدأ يقولك اد ايه تعاملهم وحش ومبيرحموش ويدخل ف مواضيع امن الدولة والظلم والتعذيب وخلافه ..
طيب لو اتكلمنا عن حاتم مثلا ، وقولنا ان حاتم ظابط شرطة بس ف نفس الوقت هو ابن ناس ، وبيصلي وبيصوم وبيدي جنيه صدقة للمحتاجين وبتشوفه ف صلاة الجمعة واقف جمبك.. ايه الي بيخلي نفس الشخص ده (حاتم) اسلوبه بيختلف ف اللحظة الي بيلبس فيها الزي الرسمي وبيدخل القسم ؟
وده الي اتكلم عنه فيليب زيمباردو ، ف تجربة اولى من نوعها سماها بتجربة السجن .. وملخصها ان الانسان طباعه كلها بتختلف لو بدأ ياخد دور جديد يمثله حتى لو جزء من تجربة ، وده من خلال تجربة عملها على مجموعة من الاشخاص ، قسمهم لمجموعتين وكان هو رئيسهم ، مجموعة منهم استناهم وهما نازلين من بيوتهم ميعرفوش حاجة عن الي هيحصلهم وخدهم ف عربيات مصفحة وربط راسهم بعصابة علشان ميشوفوش حاجة وحلقلهم شعرهم ورماهم ف السجن و المجموعة التانية خدوا دور حراس السجن وبدأ الحراس يتحرشوا بالمسجونين ويتحكموا فيهم ومثلوا بالظبط دور الحراس لدرجة انهم بدأوا يتطرفوا ف التعامل وبدأوا يعذبوهم باساليب جديدة ويضايقوهم والمسجونين بدأوا فعلا يخضعوا للحراس ويسمعوا كلامهم ف كل حاجة .
العجيب اكتر ف الموضوع ان زيمباردو نفسه (كان واخد دور رئيس السجن) وكان بيتصرف باسلوب عنيف جدا مع المسجونين (الي هما مش مسجونين واشخاص عاديين كانوا جزء من التجربة) ، والموضوع كان المفروض ياخد اسبوعين بس زمايل زيمباردو اتدخلوا وانهوا التجربة قبل ماتحصل مصيبة جديدة .
لما كنت ف الجيش ، دخلت وانا كاره نفسي وكاره معاملة الظباط للعساكر ، وطول الوقت كنت بدعي على اي حد يستخدم سلطته ف الظلم ، لحد كام شهر مابقيت سلطة جوا الوحدة بتاعتي ودخلت مكتب الكمبيوتر علشان اكتشف ان المكتب كان بيقف عليه عساكر ، وبينضفوا قدامه كل يوم ، والاكبر من كده اني اقدر اوديهم ف اي مكان جوا الوحدة ، وكان معايا صلاحيات اني اكدر عساكر او اني ائذيهم والحمد لله اني معملتش كده لكن مع الوقت اكتشفت اني انا نفسي بدات اتغير وشوية شوية اكتشفت اني بتصرف زي الظباط نفسهم لدرجة ان بعض كانوا بيطلبوا مني اقوم بشغلي وبمنتهى الادب والتقدير ، فبدأت اتصرف بطريقة مكنتش عجباني لما دخلت واكتشفت ان فيليب زيمباردوا كان عبقرى لما قال ان الانسان لو اتغير دوره بيتغير كل حاجة مرتبطة بيه من اخلاقيات وقيم وافكار ومعتقدات علشان يلائم البيئة الجديدة الي هيعيش فيها.
السحالي بتتلون بلون المكان وكلنا بنستغرب وبنسبح ربنا لما نشوفهم بيعملوا كده ، بس لو فكرت شوية هتكتشف انك انت كمان هتتلون مش بس بلون المكان الي انت فيه ، ده كمان بلون الافكار الي حواليك والي الناس متاثرين بيه وكمان بالشخص الي بتتكلم معاه وشوية شوية هتبدأ تقلده وتبقى شبهه حتى لو انت دكتور ف الجامعة وهو بيسوق توكتوك .
في ديننا فيه حكم بيقول انك لو روحت مكان ولاقيت ناس بتستهزأ بقول الله ورسوله قوم وامشي وسيبهم ، محدش قال انك تقعد معاهم وتجادلهم او انك تعمل نفسك مش سامع ، لانك مع الوقت هتكتشف انك بتتشدلهم وانك بقيت جزء منهم
ولما الخمور اتحرمت ، أثم الي بيشربها والي بيسقيها والي بيجلس ف مجلسها ، كل ده بسبب سهولة ان الانسان مهما كانت درجة التزامه ، هتيجي عليه لحظة وهيقع فيها وده هيبدأ بكلمة او بنظرة عين .
من انظمة غسيل المخ المتقدمة ، انك تدخل الشخص ف تجربة مشابهة باستخدام اقوى تقنيات اللغة والتاثير والي سميتها التنويم الضمني ، ومن خلالها بتدخل الشخص ف ترانس بطريقة ما وبتكلمه بانماط لغوية ما وبعد كده تبدأ تزرعله افكار مفادها ان ليه دور جديد هو لازم يمثله طول الوقت وان ده الواقع بتاعه وان ديه حقيقته ، بتستخدم نبرة صوتك ونيتك وعنيك ومشاعرك وبتكتشف ان الطرف التاني دخل ف حالة جديدة حالة الانسان الجديد الي مستعد دايما لأي حاجة .
برة النص شوية ..
الممثلين او بعضهم بيتابعوا دكتور نفسي بعد كل فيلم يمثلوه لان الشخصية الي بيقوموا ببطولتها بتبقى دايما ليها تأثير عليهم حتى بعد انتهاء العمل .
جوا النص شوية ..
ف بحث ما ، اكتشفوا ان العلاج النفسي للمسجونين بيضر بالمسجونين اكتر لانه بيزود قدرتهم على الخداع والنصب اكتر ، كل الي بيحصل ان دكتور نفسي بيقعد مع المسجونين وبيبدأ يكلمهم عن الاصلاح والصح والغلط وبيبدأ يسال المسجون عن حياته ومشاكله وبيبدأ المسجون بكل احترافية واصطناع يتكلم عن حياته ويعيط وكانه مجروح وبيحلف انه مش هيرجع للسرقة تاني ، لكن من جواه هو بيحسن مهاراته ف الاقناع والنصب على الناس ، اما بالنسبة للي مش بيتلقوا اي علاج فبيخرجوا فرصة انهم يرجعوا اقل بكتير من الي بيتعرضوا للاساليب ديه من العلاجات .
نموذج حي :
اشترك فيه انا وواحد تاني ، كان عنده مشكلة مع الناس والتواصل خدته مكان ما وبدات الاول (اوريه) الناس بتتصرف ازاي واعلق (بالكلام) واربط (بالانماط اللغوية) وادخله ف ترانس (بالتخيل) وف الاخر حصل (التحول) وبدأ يتصرف زيهم واكتر شوية :)
تحياتي
واشوفك ان شاء الله ف اقرب يوم تدريبي ف القاهرة عن تجربة السجن ونماذج مختلفة ليها وتأثير الزيجارنيك وازاي تقدر تستخدمهم
ف عملية غسيل المخ لفرد واحد او مجموعة أفراد
نهاد رجب
اول مدرب عربي لفن التاثير النفسي بالتنويم الضمني
http://www.nihadragab.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق