الأربعاء، 29 يونيو 2011

صدمة الفرحة الاولى

صدمة الفرحة الاولى


في فيلم شوفته لبروس جرين وود ومورجان فري مان اسمه double jeopardy

الفيلم ناقش قانون بيقول ان لو واحد اتحاكم في قتل شخص ما ، وبعد كده اكتشف ان الشخص ده ماتقتلش وراح قتله تاني ، ميتحاكمش القاتل ، ببساطة لان محدش بيتحاكم لنفس التهمة مرتين.

والموضوع قريب منه عملية نفسية بسميها "صدمة الفرحة الأولى" ، ومعناها لو انا كنت بحاول اعمل حاجة ولثانية لاقيتها جابت نتيجة كويسة وفرحت جدا و (فجأة) اكتشفت انها انهارت تاني او منجحتش بالدرجة المناسبة والمفروض اشتغل عليها تاني ، الي هيحصل تاثيره كالآتي : لما انجح المرة الأولى واتصدم تاني فجأة ، هكون فرحت واتصدمت ، تاني مرة لو جربت ونجحت ، هبقى مبسوط بس مش هفرح ، وده لإني فرحت قبل كده ،ولو فشلت مش هزعل وده لان حالتي النفسية اتكسرت قبل كده ، فهبقى في حالة العته او انك تكون المفروض تفرح بس انت مش فرحان او المفروض تزعل بس انت مش زعلان ، انت (كده خلاص)
والي حصل مؤخرا قريب من الفكرة ديه ، وده الي حصل بين مصر والجزائر ، احنا علشان نكسب كان المفروض نفرح على مرتين بس احنا فرحنا مرة واحدة بشكل كامل ، وده لما كسبنا الجزائر مرة ، لما لاعبنا الجزائر تاني كان كل واحد فينا من غير شك عايز مصر تكسب ، بس الي حصل اننا خسرنا ، طبقا لقانون صدمة الفرحة الاولى ، احنا فرحنا بس كان جوا كل واحد فينا احساس اننا مكسبناش ، فلما مكسبناش بجد المرة ديه ، محدش زعل وده لاننا كان عندنا توقع مسبق بالخسارة .

اكيد كانت الناس متضايقة وكان نفسها مصر تكسب ، بس الغريب ان لو مصر كسبت ، كنت هتلاقي الناس مبسوطة وكل حاجة ، بس محدش هيفرح زي المرة الاولى تاني وده لانه فرح قبل كده ولما خسرنا ، هتكتشف انك مش زعلان بنفس الدرجة الي كنت هتكون عليها لو كنا خسرنا من أول مرة وده لانك كنت كده كده متوقع الخسارة .

في الاقناع النفسي ، الشخص لو رفض حاجة واكتشف انه ميقدرش يحصل عليها ، هيعمل اي حاجة علشان تجيله ، او علشان يستخدمها .. زي جحا لما راح يشتري الخروف وفلوسه في جيبه ولما بيقول للناس هو رايح يعمل ايه الناس كانت بتطلب منه يقول "ان شاء الله" كان جحا بيرفض يقول لحد ماكتشف ان فلوسه راحت وضاعت منه فلما سالوه الناس عن الخروف قالهم ان فلوسه "ان شاء الله" ضاعت.

لو انا بقولك انسى الشخص الفلاني لانك لو منستوش دلوقتي هينساك هو .. لو انت رفضت واكتشفت ان الشخص فعلا نسيك أول حاجة هتفكر فيها هي انك تنسى !

وهنا جات رولو ماي وقالت "عجيب الجنس البشري ، بيجروا اسرع لما يفقدوا اتجاهاتهم" يعني اول مالواحد يعرف ان الفرصة ضاعت عليه بياخد خطوات اسرع علشان يحقق حاجة كان كسلان عنها ، وعندنا في الدين ذكر حال الكفار لما كانوا عايزين يرجعوا الدنيا "لعلي أعمل صالحا" .

خليني اقولك على سر غالي اوي من الاسرار الي مبقولهاش برة كورس فن الاقناع والتاثير بالتنويم الضمني ، لو عايز تخلي حد يموت على حاجة هو رافضها فهمه انها خلاص راحت عليه بس طبعا باستخدام تقنيات التنويم الضمني والارباك والتدفق اللغوي بس مبدئيا اعرف الفكرة الرئيسية .

نموذج سريع للتقنية :

لما تقول : لو ذاكرت هتنجح وتدخل طب

غير لما تقول :

"لو كنت ذاكرت كان زمانك نجحت ودخلت طب "

الجملة التانية بتحفز الشخص وبتثيره علشان يلحق لنفسه مكان مع الناجحين ويذاكر علشان يحقق حاجة هو ممكن ميكونش بيفكر فيها اساسا .

واخيرا ، التقنية ديه مزيجة بين تشويه الوقت وتقنية التحفيز بالمنافسة ، وفي نفس الوقت ارتباطها بقانون "صدمة الفرحة الأولى" وثيق وده لاني لما افرحك واصدمك فجأة وبعد كده اصدمك تاني ساعتها مش هتحس بحاجة وكل مرة تتصدم فيها هتلاقي تاثير الصدمة بيخف اكتر واكتر وده الي بعض الحكومات بتحاول تعمله مع شعوبها ..

كانت مجرد كورة صغيرة بس كان حلم كبير ومدام حلم يبقى احنا الي بنحلمه ومدام احنا الي بنحلم يبقى دايما نقدر نتحكم في اي حلم هنحلم بيه ، حلمنا كان اننا نلعب ولعبنا ، حلمنا الجاي اننا ننتصر ، شكر خاص لكل اللاعيبة بجد يارجالة عملتوا الي تقدروا عليه وكنا معاكم من اول ثانية لآخر ثانية في الماتش ، عملتوا الي عليكوا والي جاي دايما احسن .

نهاد رجب

اول مدرب عربي في فنون الاقناع والتاثير التنويم الضمني
مدرب ومعالج بالتنويم الايحائي
http://www.nihadragab.com
للاشتراك في جروب عيشها بدماغك
http://www.facebook.com/group.php?gid=70299372951

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق