الخميس، 23 يونيو 2011

سبحان الملك- التنويم الايحائى والاسلام



زمان وانا صغير كنت متعود على اسلوب غريب ، مكنتش بقوله لحد ، بس كان كل مرة بيجيب معايا نتيجة ، صحيح مش كبيرة جدا بس كانت نتيجة واضحة وكان بيخليني اتمسك بالأسلوب ده اكتر . مش متاكد من السن بس كنت اقل من 7 سنين تقريبا ، لما كنت بغمض جفوني وبجيب عيني شمال وبضغط على عيني من ركنها ، علشان اشوف دايرة حروفها مضيئة ، واقوم متمنى ساعتها اي امنية

كنت عارف ان فيه حاجة جوايا ممكن تحققلي الامنية ديه ، مكنش اتكتب عليا الصلاة بس كنت مؤمن جدا ساعتها ان ربنا بيخليها تنفذلي كل حاجة انا عايزها . وكان بيحصل بشكل او بآخر لحد ماعنيا وجعتني وكبرت وبطلت استخدمها بالذات بعد ماشافوني بعمل كده وقالولي ابطل ، ولما كبرت كفاية علشان اجربها تاني محستش بأهمية ناحيتها ولما حاولت مكنش ليها تأثير

ف سورة ق ، ربنا عز وجل بيقول "ونحن اقرب اليه من حبل الوريد" ، انا مش مفسر دين بس خليني اقول لنفسي ان ده معناها ان ربنا قريب مني جدا لدرجة انا مش متخيلها ، وبننساها مع الزمن ومع الوقت ، وبنبدأ نقرب من العلم والمنهج وبننسى الفطرة والطبيعة الخاصة بيننا .. الي بيجمعهم الدين ف بوتقة واحد ومنهج اسمه القرآن الكريم والاحاديث الشريفة .
من فترة كنت بعمل جلسة تنويم ايحائي لشخص ما ف الامارات، وبدأت استخدم معاه اسلوب خاص بيا بطبقه ف جلساتي والحمد لله بيجيب نتيجة ايجابية كل مرة بستخدمه فيها ، لما انتهيت وبعدها بكام يوم جالي تاني وعبرلي عن امتنانه بالجلسة وبدأ يحكيلي نتايجها ايه ، وقالي جملة غريبة ، قالي انه ف خلال الجلسة وهو بيتبع اقتراحاتي حس كإنه بيصلي ، وسالني هل ده نوع من العبادات ؟؟ انا ساعتها اتصدمت مرتين . مرة خلتني اكتب المقالة ديه .. والتانية لما حسيت انها مش فارقة معاه لو هي شكل من العبادات الشركية ولعياذ بالله ، بس خلينا ف الصدمة الاولى الي خلتني احس ان فيه ارتباط وثيق جدا بين التنويم واساليبه وبين الاسلام وتعاليمه . لو مش ف الطريقة فخلينا نشوف الاستراتيجيات المستخدمة ف الحالتين
غلق العين

مش محتاج اقنعك ان الواحد بيقفل عينه لما بيدعي بغرض التركيز، ومكنتش انا في صغري اول واحد يكتشف الموضوع ده ، بس بتكتشف ان الناس فعلا علشان تركز ف حاجة محتاجة دايما تقفل عنيها ، وانا عارف ان غلق العين اثناء الصلاة من مكروهات الصلاة ، بس انا بتكلم عن احساسك بالاحتياج بغلق العين كل مرة تحاول تركز فيها ..

في التنويم الايحائي ، بتحصل حاجة من اتنين ، لإيما استرخاء لعضلات الجفون فبيتبع ده غلق العين بشكل طبيعي ، او تجمد للعين فالشخص بيبدأ يدخل ف التنويم وعينه مفتوحه طول الوقت وحتى ميقدرش انه يقفلهم ، بس بيبقى مسترخي ومش حاسس بيهم لدرجة انه ممكن ميكونش شايفني انا شخصيا بس عنيه مفتوحة . ومن اساسيات التنويم والي اتعلمته انك بتبدأ اي نوع من انواع التنويم سواء كان ال (progressive induction , dave elman induction) بغلق العين ، وكانه شىء اساسي ، والشخص نفسه بيكتشف ان ده بيحصل بطريقة طبيعية من طرفه ولو محصلش بديله اقتراحات انها بتتقفل فبتتقفل وف بعض بديله اقتراحات انها بتلزق ف عينه وبيحصل وده علشان اثبتله انه ف تنويم مش اكتر .

الانسان لما يكون مفتح عينه صعب انك تفتكر حاجة انت ناسيها ، فبيلاقي نفسه بيعمل حاجة من الاتي ، لإيما بيقفل عينه الاتنين ، لإيما بيقل عين واحدة وغالبا بتبقى الشمال .  سواء كان بيفتكر حاجة او بيحاول يستقبل معلومة ما ويحفظها جواه .. لإيما بيقفل عينه تماما او بيخليهم مفتوحين لما بيسمع حاجة مهمة بالنسبة له .

وديه من الحاجات الي بستخدمها ف المعايرة علشان اعرف الشخص الي قدامي اهتم بأنهي جزئية ف كلامي وببدأ ارجعلها وادقق عليها ، ممكن يكون اهتم بيها او ممكن يكون مش فاهمها او ممكن يكون مش مقتنع بيها . وليها استخدامات تانية كتيرة الطريقة ديه لو بتلعب شطرنج وعايز تعرف اللعبة الجاية للطرف التاني بس شوف نظرات عينه وحركاتها لما تمسك قطعة معينة ف الشطرنج ساعتها هتعرف هو عايزك تلعب بايه ومش عايزك تلعب بايه .

فغلق العين من اساسيات التنويم الايحائي ومع ذلك مش بنضغط على المستفيد انه يقفل عينه لان المنوم بالايحاء بيبقى عارف انالشخص بيبقى ف تنويم حتى لو مفتح عينه ، ولو درست فن التاثير النفسي بالتنويم الضمني هتكتشف ان ده بيحصل لانك بتدخل الناس ف الحالة من غير ماتقولهم يغمضوا عنيهم . وده اسلوب لشيخ الطريقة (ملتون اريكسون) ، وهتكلم عنها ف موضوع تاني ان شاء الملك
الحالة

الحالة النفسية من اهم عوامل تقبل الاقتراحات والجلسات الناجحة ، ومش بتكلم هنا عن الالفة مع اهميتها طبعا بس بتكلم عن الحالة النفسية الي بتوجه ليها الشخص في خلال جلسة التنويم الايحائي علشان يستقبل الاقتراحات وينفذها جواه ، وفيها اتكلم عنها كال بانين واحد من المدربين المعروفين للتنويم وحد انا اتعلمت منه طريقة الخمس خطوات للتنويم ، وابتكر نص تنويمي لاي جلسة بتقوم بيها بعنوان (highroad to success)   وازاي بتخلي الشخص يدخل ف حالة نفسية وحشة جدا تجاه المشكلة الي عنده ، وتلاحظ ده عليه عن الطريق الكلمات الي بتقولها ، وبتديله اقتراحات ف الحالة ديه ، وبعد كده بتدخله ف حالة ايجابية ناحية التغيير الجديد وبتديله اقتراحات تانية .

ف الصلاة ، احنا بنبكي او نتباكى ، وبنخشع وبنخضع لمجرد اننا ندخل ف الحالة ديه ، حالة نفسية بنوصل فيها لكامل الاحتياج للتغير او لقبول الدعوة الي بندعي بيها لله عز وجل .
وف اللحظة ديه بيجي دور الظن الحسن
الظن الحسن

الظن الحسن ف قبول الدعوة هو انك تكون متيقن ومتأكد ان ربنا هيلبيهالك ، وربنا عز وجل قال : أنا عند ظن عبدي بي

ـ قال ابن حجر رحمه الله في الفتح " أي قادر على أن أعمل به ما ظن أني عامل به " [ 17 / 397 ]

اي انك تكون بتدعي الله عز وجل وانت ف متيقن ان ربنا عز وجل هيجيب دعوتك .

حسن الظن ف التنويم الايحائي هو ان المعالج بالتنويم الايحائي يأكد للمستفيد انه هيقدر يحلله مشكلته وانه قادر على كده ، فبيبدأ المعالج يقوم ببعض التقنيات الي بنسميها (Convincers)
أو مقنعات ، يعني بتقنع الشخص بيك وف نفس الوقت بتستخدم تقنيات تانية ف خلال حالة التنويم ، تخليه يدخل ف حالة سلبية وبعد كده حالة ايجابية جدا ، وبعد الحالة التانية بتبدأ تستخدم معاه المقنعات ديه علشان يتأكد انك قادر انك تتواصل مع عقله اللاواعي ، وتحلله المشكلة الي هو جايلك علشانها .. اول ماده بيحصل والشخص بيتأكد انك سلطة عليا وقدرت تعمل كده ، التغيير بيحصل بجد ، علشان كده لو المستفيد مش واثق في قدرات المعالج مش هيحصل حاجة او تغيير ليه .

انك توصل الشخص انه يظن فيك ظن حسن يعتبر من اهم عوامل نجاح الجلسة ، ومحتاجة انك تكون مُدرب تتعامل مع حتى الناس الي بيقاوموا غصب عنهم .

فتغميض العين والدخول ف الحالة و الظن الحسن من اساسيات التنويم . ودلوقتي جيه ميعاد الاستخارة .

الاستخارة

الاسْتِخَارَةُ لُغَةً : طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ . يُقَالُ : اسْتَخِرْ اللَّهَ يَخِرْ لَك .  وَاصْطِلَاحًا : طَلَبُ الاخْتِيَارِ  . أَيْ طَلَبُ صَرْفِ الْهِمَّةِ لِمَا هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَ اللَّهِ وَالأَوْلَى , بِالصَّلاةِ , أَوْ الدُّعَاءِ الْوَارِدِ فِي الِاسْتِخَارَةِ . 

الاستخارة زي مابنعملها انك بتصلي صلاة الاستخارة وبتستخير ربنا عز وجل ف امر من امور الدنيا ، وبتطلب من الله عز وجل انه يقربك من أمر ما او يبعدك عنها .

من وجهة نظر التنويم الايحائي ربنا عز وجل خلق جوانا العقل اللاواعي ، الي بيقدر يستنبط نتيجة انت صعب عليك بالوعي العادي ليك انك توصلها ، زي انك تشوف حد ومع انك معاشرتوش بس بتحس طول الوقت انك متضايق منه لسبب انت نفسك مش فاهمه  ، وحط خط تحت انك انت نفسك مش فاهمه لانك بتحاول تفسر مشاعر وتديلها معنى ، وبالتالي بتبدأ تقاومها فبتزيد جواك ، لكن ف اللحظة الي انت هتتواصل مع نفسك وتظن ظن سوء هتلاقيه فعلا مش كويس وانه وحش وبرضه لو ظنيت فيه ظن حسن ، هتستعجب انك هتشوفه كويس وابن ناس ، وفي اللحظة الي انت هتطلب فيها من عقلك اللاواعي انه يحدد ويبعده عنك لو كويس او يقربه منك لو وحش ، هتكتشف ان ده بيحصل بجد ، ولإيما بياخدك بعيد عنه عن طريق اسباب هو بيخلقهالك قدامك زي ظروف او انه يشغلك عنه او ميخلكش تشوفه باساليب العقل اللاواعي الي الوقت ميسمحش اني اتكلم فيها ، او بيخلصك من المشاعر السلبية وبيخليك تاخد قرار ايجابي ناحيته لو هو فعلا كويس .

ومن تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية ف الموضوع ده ، تقنية تكامل الاجزاء وهيا بتعتمد على انها تخلي الاجزاء المتعارضة جواك تتقابل وتوصل لحل واحد سلمي وبعدها بتتخلص من المشاعر السلبية المرتبطة باي تعارض مابين جزئين او اكتر جواك .

تاني .. عمرها حصلتلك انك كان قدامك هدف عايز تحققه بس لازم تاخد فيه قرار من اتنين وانت طول الوقت كنت بتفكر ومش عارف تقرر حاجة لان فيه حاجة جواك (جزء جواك) بيقولك ماتعملش ؟

ده اسمه تعارض بين الاجزاء ، جزء عايز ياخد القرار وجزء تاني بيمنعك عنه ، ف اللحظة الي هتستخير فيها العقل اللاواعي من خلال تقنيات تكامل الاجزاء هتكتشف انك ف النهاية بتوصل لحل واحد وقرار واحد انت بتستريح ليه والجزء التاني هيكون مبسوط وراضي عن قرارك ده .

وحاجات تانية كتيرة ديننا علمهالنا ، بس الي وسع الوقت اننا نتكلم فيه ونربطها بالعلم كانوا "تغميض العين ، الحالة ، حسن الظن ، الاستخارة"

 واخيرا اللغة  

اللغة منهجها كبير ، وكلامها كتير ، بس اختصاره اننا بالتنويم الايحائي بنستخدم انماط لغوية خاصة وانشأها ملتون اريكسون ، واحد من اهم المعالجين ف العصر الحديث ، وبتعتمد على ادخال الوعي ف عملية عقلية يتواصل فيها مع اللاوعي ويحقق فيها البحث اللاواعي .. وبالطريقة ديه بتضمن ان الشخص بيدخل ف حالة التنويم من خلال الكلام الي بتقوله والطريقة الي بتقول بيها الكلام ده ..  

ف القرآن ، الملك بيقول :
مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء
اقراها بتمعن ، وحس بالكلمات وعيش معاها علشان تكتشف انك بتدخل ف حالة من اجمل الحالات الي ممكن تعيشها بس لو تمعنت وسمعتها واتبعت اقترحاتي.

والي تفهمه من المقالة ان زي ما الشيخ الشعراوي قال ، الانسان صيديلية متكاملة ماشية على الارض وزي ما العلم اثبت ان الانسان يقدر يعالج نفسه بنفسه ، فكل ده يوصل لمعنى واحد ، ان كل حاجة موجودة فينا ، واسمىء شىء ف الدنيا هيا الصلاة الي بيحاولوا يفكوا سرها بالعلم لحد دلوقتي ، والتنويم الايحائي ماهو الا اداة تخليك تتواصل مع الاسباب الي الملك خلقها فيك من روحه علشان تستخدمها لصالحك .

كان معاكم
نهاد رجب
اول مدرب عربي لفن التاثير النفسي بالتنويم الضمني
الجروب الرسمي:
الصفحة على الفيس بوك :




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق