ناس
من صغري بسأل اسئلة غريبة ، نوعية "هي العربية بتاكل ايه علشان تمشي" ، او "هو ازاي البطل بيموت في الفيلم ويطلع يمثل في فيلم تاني؟؟؟" ، هو ليه كلمة *** حرام ؟ هو ليه الصباع ده عيب وليه ده لا؟ ولما كبرت شوية بقيت اسأل هو ليه لفظ لبوءة عادي بس من غير الهمزة يبقى عيب ؟ وليه ممكن نقول احيه بس مينفعش نقول (الكلمة الي كنت بسال هي ليه حرام) ؟ وليه ممكن نقول "يادين النبي" بس مينفعش نقول "يادين امي" ؟ ولما كبرت اكتر بقيت اسأل هو ليه فيه ناس بتعيش حياتها وبتموت معملتش حاجة وناس تانية عاشت ثواني واتكتب اسمها في التاريخ ؟ ..
اكتشفت مشكلة خطيرة جدا ، ان الناس مؤمنة بالنصيب ، انت ليه مشتغلتش ؟ نصيبي كده ، وحد يقولك متدورش على عروسة ونصيبك هيجيلك لحد عندك ، ايه الي سقطك في الامتحانات ؟ نصيبي ! وايه الي بوظ حياتك ؟ نصيبي ! وايه الي مخليك نايم على سرير في مستشفى زي ديه ومستني الموت ومعملتش حاجة في دنيتك ؟ اصل محدش بياخد اكتر من نصيبه ! ليه بتشرب سجاير ؟ القدر والمكتوب ؟ ليه مخلصتش ؟ اصل جالي ضيوف ونصيبي ، ليه متجوزتش او متجوزتيش ؟ اهو النصيب بقى ، ليه بتسرق ؟ ليه شغالة عاهرة في المهندسين ؟ ليه بتكدب؟ ليه بتزني ؟ ليه ؟؟؟ نصيبي ..
"الناس صنفان ، موتى وهم أحياء وآخرون ببطن الارض احياء" ، انا مش عارف ايه ظروفك وايه ظروف حياتك ، انا مش عارف ايه المشاكل الي بتمر بيها ؟ انا مش عارف مين ضدك ومين عليك وحتى لا قدر الله ايه المرض الي عندك ، انا كل الي عارفة ومتاكد منه ان فيه ناس تانية وصلت وان فيه كمية تناقض كبيرة جدا في كل الناس ، حتى انا شخصيا ، الي عارفه ان الناس بتقول كلام وهي مقتنعة بكلام تاني ، لو سألت حرامي عن حرمانية السرقة هيقولك حرااااااااام ، ولو سالته عن الحج هيطلع السبحة بس برضه لو سالته انت ليه بقيت حرامي وابن كلب ؟ هيقولك "نصيبي" فالمشكلة ليها شقين ، الاول التناقض والتاني النصيب ..
كل انسان فينا ليه نصيبه ، والرزق مكتوب ، يعني انت ممكن تعيش حياتك كلها وتاخد 1000 جنيه بس في الشهر ، وتكتشف ان مكتوبلك انك تاخد 10 الاف جنيه لو كنت عملت كذا و 100 لو كنت عملت كذا ومليونير لو كذا وهكذا .. فالنصيب مكتوب على اساس اختياراتك انت ، ففكرة النصيب فكرة مش مكتملة في عقول بعض الناس الي بيرضوا بالكلمة وبيستسهلوها علشان يعلقوا عليها مشاكلهم ومواقفهم ..
بستغرب لما اتكلم في موضوع عن النجاح مثلا في مكان ما ، سواء كان نادي او محاضرة او مركز او حتى مقالة وحد يسالني ، "انت عمال تتكلم عن النجاح ، انت بقى عملت ايه في حياتك علشان تكلمنا احنا عنه ؟ " ، ده بيخليني متاكد ان فيه ناس همها الوحيد انها تبرر ، وتستنى دايما الفرصة علشان تلاقي نقطة ضعف في الشخص الموجه او القائد اين كان علشان تبدأ تبرر مشاكلها ، ومستنية منك غلطة علشان تبرر الفشل الي هي فيه وتحس انها مش لوحدها وان حتى انت يبتاع الكلام الكبير ده فاشل في حياتك ، رواية درستها في الاكاديمية ، رواية انجليزية عن صراع الخير والشر في صورة واحد بياخد دوا معين فبيخليه شرير وباع نفسه للشيطان الي كان اسمه ميتوفوليس ، في الاخر البطل بيساله انت عايز تاخد روحي ليه ؟ انت كده كده في جهنم ، رد عليه الشيطان وقاله :
Misery loves company in hell
بالبلدي ، الي يشوف بلوة الناس تهون عليه بلوته ، وكان قصده ان الانسان الفاشل او
الراضي (بنصيبه) بيحب يشوف ناس زييه علشان يحس انه مش لوحده ..
السؤال هنا ، عمرك سالت نفسك ، هو انا ليه محبوس في نفس المكان ده بقالي سنين وغيري راح وعدى ؟ انسى فكرة ضميرك وكرامتك واحترامك وانك راجل مش منافق ولا متسلق والكلام ده كله ، مسالتش نفسك ؟ مسالتيش نفسك انتي ليه متجوزتيش لحد دلوقتي ؟ وانسى فكرة اصل انا وحشة ، اصل انا كبرت اصل انا تخينة او مش عايزة مسالتيش نفسك ؟ لو انت فاكر انك موصلتش بسبب ده فانت عارف ان فيه ناس تانية وصلت من غيره ووصلت بنفسهم ولو انتي شايفة انك وحشة وقصيرة وتخينة فصدقيني فيه اقل منك بيتجوزوا احسن من الي ممكن متكونيش متخيلاه .. الفكرة كلها بتعتمد على كلمة "الاستعداد"
لو تفاحة خضرا على شجرة ، محدش هيقطفها الا لما التفاحة تنضج ، وتحمر ، ساعتها بيبقى ده وقتها ان الناس تستمتع بيها ، بس طول ما التفاحة مش بتطلب اكل او مية من الشجرة مش ممكن تنضج او تكبر وتحمر وبالتالي صعب جدا ان حد يقطفها الا لو علشان يرميها ، بمعنى تاني ، الفرصة بتيجي للشخص المستعد ليها ، وعايزها وبيفكر فيها وبياخد خطوات علشانها ، فلو مثلا لو انت واقف جمبك واحد بيلعب جيم وجسمه ماشاء الله عليه ، وحدفت عليك شكارة اسمنت 50 كيلوا ، الطبيعي انها هتاخدك وتقع بيك ، طيب لو حدفتهاله هو ؟ هيلقفها براحته وهيستخدمها صح ؟ ببساطة لانه مستعد ليها ، اما انت فلا ، احنا ناس نصنا بيؤمن بفكرة ان الفرصة بتيجي مرة واحدة بس في العمر ، وناس تانية بتقول 4 مرات ، لكن انا مع الناس الي بتقول ان الحياة كلها فرص موجودة في اي مكان حواليك.
النصيب الوحيد الي هيجيلك هو الي على مستواك انت ، والي انت مستعد ليه ، الا في حالتين اوتلاتة ان ربنا يختار انك تبقى نبي ، وديه حاجة مش هتحصل تاني بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ، او انك تبقى الشيطان وملكش توبة او ان ربنا يختارك لمكان معين وبرضه هتلاقي نفسك مهيىء للمكان ده قبل ماتوصله، انت لما جيت الدنيا اتقطع الحبل وبقيت لوحدك محدش معاك والي معاك بيتغيروا لحد ماتلاقي الدنيا كلها مختلفة حواليك ، وفي الاخر بتلاقي نفسك لوحدك وناس تانية بتتولد وناس تانية بتموت ، وناس تانية بتموت قبل ماتموت وناس تانية بتموت وهي عايشة اكتر منك .. ببساطة لانك ميت ، وديه الفكرة التانية من المشكلة ، فكرة التناقض ، انك بتعمل حاجات وبتفكر عكسها ، انك بتفكر في حاجات وبتتصرف بشكل مختلف تماما ، تلاقي واحدة بتطالب بمنع التحرش في مصر وفي نفس الوقت تلاقيها لابسه هدوم تقريبا هدوم وبتقول انها من حقها تلبس الي هي عايزاه والمشكلة مشكلة المتحرش انه بيبص اصله عنده مرض الكومترى وعنده مشكلة نفسية بسبب البلالايكا لكن انها سبب لكده مش ممكن !!، او اب ينزل بنته باي هدوم ويقول انا واثق فيها ، او بنت تكلم ولاد وتقول قال الله وقال الرسول ، او فيلم اشتاتا اشتوت لما ممثلة بدون ذكر اسمها طلعت عالبسين شبه عارية وبتقول حكم ونصايح في الدين ، التناقض انك تتصرف بطريقة معينة في موقف معين بافكار معينة ملهاش اصل او عقيدة او اساس ، او حتى ليها وانت مش عارفها ، وبنرجع تاني للجاهلية ومبدأ "الاباء والأولون"، وبندافع عن افكار ضعيفة وسلوكيات غلط وبنستموت علشان نوصل الجهل بتاعنا لناس تانية علشان نعيش كلنا في جهل مدقع ... وبعد كده بنستنى اثار ده ونكتشف بعد عمر طويل ، ممممممم انا مكنتش اعرف او انا فهمت غلط . بس بعد مايكون افكارك وصلت لناس كتير واذتهم واستخدمتها انت شخصيا في حياتك واكتشفت في الاخر انك كنت بتعيش الوهم المبني على اوهام كتيرة اوي ملهاش اساس .. وان لعبتك خلصت ويومك جيه ..
التناقض والايمان بالنصيب بالشكل ده سبب عبقري لأي حد عايز يعيش حياة ملهاش مقاييس حياة بائسة، ومن هنا بنوصل لفكرة الاستعداد ، والي منها بنبدأ نجهز نفسنا اننا نستعد لأي فرصة في ايدينا او لسة مجتش مجرد اننا نستعد ليها ، وده بيحصل عن طريق:
اولا اعادة تقييم لطريقة تفكيرك ، لو انت ماشي عكس الناس ساعات بيبقى الناس عندهم حق فلو انت مش بتذاكر علشان مبتحبش المذاكرة فساعتها عيد تقييم حياتك ، لو انتي لابسة او مش لابسة حجاب ، عيدي تقييم حياتك لحد ماتعرفي الحق فين بشرط انه يكون مبني على اقتناع تام واساس سليم (ديني)، لو انت فاشل واكتشفت انك بطنك كبرت وبترجع البيت حاطط جرنال تحت ايدك والايد التاني ماسك بيها شنطة فيها موز وراجع البيت مشي فعيد تقييم حياتك ، ولو انت بتقرى المقالة ديه عيد تقييم حياتك
ثانيا ، لما تقدر فعلا انك تعييد تقييم حياتك ، فده وقت بداية انك تكبر عضلاتك وتجهز نفسك لحياة جديدة ، وده بيحصل انك بعد ماتصفي الافكار السلبية وتتخلص منها واحدة ورا التانية وترمي المعتقادات الي كنت قافش فيها طول عمرك ، تبدأ تعتمد معتقدات جديدة وافكار جديدة هتفيدك في حياتك ، وتبدأ تشوف الناس الي نجحوا كانوا بيفكروا ازاي ، مهما كانت طريقتهم مختلفة عنك ، فخليك لطيف وجرب تغير طريقتك لان احتمال كبير تكون انت السبب مش النصيب ولا الدنيا ولا الناس .. ولا حتى انا..
I’ll not go down under the ground
Because somebody is telling me that death is coming around
لو عايز حاجة تجيلك لازم تكون مستعد ليها وعلشان تستعد لازم انك تطلبها وتروح ناحيتها علشان تشوفك .. ديه الدنيا ، لإيما تعيشها بدماغك او تستنى حد يحركك
نهاد رجب
http://www.nihadragab.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق